مالك بن الريب

مالك بن الريب التميمي

المولود من رحم الموت..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


بحث مقدم لمادة الأدب في صدر

الإسلام و العصر الأموي.

إشراف : د. إبتســـــــــــــــــــــــــــام با حمـــــــــــــــــدان.

إعداد الطالبة : تســـــــــــــــــــــــــــــــــنيم عمــــــــــــــــــــر سلام.

0745534

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم لك الحمد أن أهل أنت تحمد، و لك الشكر أنت أهل أن تشكر، عطاؤك ممنوح، وفضلك يغدو ويروح، خلقت فأبدعت، وجملت فأمتعت :

" لك الحمد يا غفار ما هل صيب                      وما تاب يا من يقبل التوب مذنب

لك الحمد ما حج الحجيج وما جرت                دموعٌ، وشع النجم، أو لاح كوكب

لك الحمد حمدا يملأ الأرض والسما                       كثيرا غزيرا ما يعد ويحسب

لك الحمد ما هاج الغرام وما همى الــــ                   غمام وما غنى الحمام المطرب " (1)

والصلاة والسلام على خير من عَبَد، وأعز من سَجَد، وأَحَب من خلق، صلاة أبتغي بها منه قربة، وشفاعة في يوم كربة..

أمـــــــــا بعـــــــــــد:

ففرق بين من يولد من رحم الحياة وبين من يولد من رحم الموت فيخلّد..

أن تكون النهاية بداية متفردة..

أن يكون الموت بريد حياة أزلية..

أن تكون لحظة الميلاد ثمرة لحظة الفناء..

ليس إعجازا أن يحال الجمر رمادا، لكن الإعجاز كل الإعجاز؛ أن يحول ساعة احتضاره ذهبا خالصا لا تفقده الأيام قيمته؛ وإن تطاول عليه العهد!!

شبابٌ ملهب، وثورةٌ تهلك..

فقرٌ مدقع، و إقدامٌ مفزع..

______________________

 

 (1) ينظر:( قصة الطموح)، عائض بن عبد الله القرني،(بيروت: دار ابن حزم،1422هــ_2001م)،11.

توبةٌ نصوح، فجهادٌ صادق، فوفاة تؤذِّن بحياة لا تموت..

ذلكم هو مالك ابن الريب التميمي..

محاربٌ ساحته الحياة..

وراهبٌ صومعته الأقدار..

وميتٌ مقبرته الخلود..

بحثت في سيرته طويلا، و أخاله إنما خُلِّد بمرثيته هذه التي لولاها لما كان له وافر الحظ من هذه الشهرة الواسعة.

عشت معه أيام شقائه وعربدته؛ حتى خلتني من عصبته، ثم شهدت توبته، و رأيته يخرج غازيا مجاهدا في سبيل الله، فلما حل به الموت وحيدا؛ وقفت أرمقه ينظم درته الخالدة، فطاب لي أن أتحلى بها، بعد أن أمعنت فيها نظرا، وأعملت فيها فكرا، وها أنا ذا أفاخر بها علنا.

أما عن الصعوبات التي واجهتني؛ فالحمد لله الذي هيأ لي جسرا أخويا متينا أعانني على عبورها، والتي لولا جهلي ما كانت، غير أن أكثر ما شق علي ترتيب هذا المنظوم والذي اختلف من كتاب لآخر، واحتياري في اختيار أجمل اللآلئ.

و لأن الأدب مُسكِر؛ وجدتني أتلذذ بالمنهج التكاملي الذي مهدت لي دربه أستاذتي الفاضلة/رانية العرضاوي، والتي ما برح تأثيرها واضح بين سطوري وكلماتي؛ فجزاها الله خيرا.ولا يفوتني أن أشكر أختي الكبرى على ما قدمته لي من نصح وتوجيه وإرشاد؛ فبفضل الله وحده ثم بدعمها كان هذا الحصاد؛ فالله أسأل لها عظيم الثواب.

وأرى أن أنوه إلى أنني لم أسهب في الحديث عن الشاعر وسيرته لثانوية ذلك في مجال البحث.

ولا يسعني إلا أن أتقدم للدكتورة الفاضلة/ إبتسام باحمدان بجزيل الشكر والتقدير على أن أتاحت لي هذه الفرصة، فكانت أولى تجاربي التي آمل أن أوفق فيها.

وبعد، فالحمد لله على الإصابة أو الزلل؛ و الله أسأله أن يرزقني الإخلاص في القول والعمل، و أن يمن علي بتوفيقه

و تسديده، و الصلاة موصولة على خير عبيده محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وبالله التوفيق.

 

أولاً: سيرة مبسطة ونبذة مختصرة.

اسمه ونسبه:

" مالك بن الريب بن حوط بن قرط بن حسيل بن ربيعة بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن مر كان فاتكاً لصاً ينهب الطريق مع شظاظ الضبي الذي يضرب به المثل فيقال :ـ ألص من شظاظ،)(1)(ومنشؤه في بادية بني تميم بالبصرة من شعراء الإسلام في أول أيام بني أمية ".(2)

الوالي يريد استصلاحه:

" استعمل معاوية بن أبي سفيان سعيد بن عثمان بن عفان على خراسان، فمضى سعيد بجنده في طريق فارس، فلقيه بها مالك بن الريب المازني، وكان من أجمل الناس وجهاً، وأحسنهم ثياباً فلما رآه سعيد أعجبه، وقال له: مالك، ويحك تفسد نفسك بقطع الطريق! وما يدعوك إلى ما يبلغني عنك من العبث والفساد، وفيك هذا الفضل! قال: يدعوني إليه العجز عن المعالي، ومساواة ذوي المروءات ومكافأة الإخوان، قال: فإن أنا أغنيتك، واستصحبتك، أتكف عما كنت تفعل؟ قال: إي والله أيها الأمير، أكف كفاً لم يكف أحد أحسن منه، قال: فاستصحبه، وأجرى له خمسمائة درهم في كل شهر".(3)

داود بن الحكم يتعقبه هو وأصحابه:  

" وكان السبب الذي من أجله وقع مالك بن الريب إلى ناحية فارس أنه كان يقطع الطريق هو وأصحاب له، منهم شظاظ - وهو مولى لبني تميم، وكان أخبثهم - وأبو حردبة، أحد بني أثالة بن مازن، وغويث، أحد بني كعب بن مالك بن حنظلة فساموا الناس شراً، وطلبهم مروان بن الحكم، وهو عامل على المدينة، فهربوا فكتب إلى الحارث بن حاطب الجمحي، وهو عامله على بني عمرو بن حنظلة يطلبهم، فهربوا منه.

فبعث إليه الحارث رجلاً من الأنصار فأخذه، وأخذ أبا حردبة، فبعث بأبي حردبة وتخلف الأنصاري مع القوم الذين كان مالك فيهم، وأمر غلاماً له، فجعل يسوق مالكاً. فتغفل مالك غلام الأنصاري، وعليه السيف، فانتزعه منه، وقتله به،

______________________

 

(1)  ينظر: bnitamem.com/vb/showthread.php?t=4945 - 146k

(2)   ينظر:  http://www.al-hakawati.net/arabic/civilizations/book11v5.asp

(3)   ينظر: المرجع السابق.

 

وشد على الأنصاري، فضربه بالسيف حتى قتله، وجعل يقتل من كان معه يميناً وشمالاً.

ثم لحق بأبي حردبة، فتخلصه، وركبا إبل الأنصاري، وخرجا فراراً من ذلك هاربين، حتى أتيا البحرين، واجتمع إليهما أصحابهما، ثم قطعوا إلى فارس فراراً من ذلك الحدث الذي أحدثه مالك، فلم يزل بفارس، حتى قدم عليه سعيد بن عثمان، فاستصحبه.

قال مالك في مهربه ذلك:

أحقاً على السلطان أما الـذي لـه                   فيعطى وأما ما يراد فـيمـنـع

إذا ما جعلت الرمل بيني وبـينـه                   وأعرض سهب بين يبرين بلقـع

من الأدمى لا يستجم بها القـطـا                       تكل الرياح دونـه فـتـقـطـع

فشأنكم يا آل مروان فاطـلـبـوا                   سقاطي فما فيه لباغيه مطـمـع

وما أنا كالغير المـقـيم لأهـلـه                   على القيد في بحبوحة الضيم يرتع

ولولا رسول الله أن كان منـكـم                 تبين من بالنصف يرضى ويقنـع

وقال مالك حين قتل غلام الأنصاري الذي كان يقوده:

غلام يقول السيف يثقل عاتقـي          إذا قادني وشط الرجال المجحدل

فلولا ذباب السيف ظل يقودنـي                   بنسعته شئن البنان حـزنـبـل".(1)

قصة اغتيال فاشلة :

" بينا مالك بن الريب ذات ليلة في بعض هناته وهو نائم - وكان لا ينام إلا متوشحاً بالسيف - إذ هو بشيء قد جثم عليه لا يدري ما هو، فانتفض به مالك، فسقط عنه، ثم انتحى له بالسيف فقده نصفين، ثم نظر إليه فإذا هو رجل أسود كان يقطع الطريق في تلك الناحية، فقال مالك في ذلك:

أدلجت في مهمة ما إن أرى أحـداً                   حتى إذا حان تعريس لمـن نـزلا

______________________

 

(1)   ينظر:  http://www.al-hakawati.net/arabic/civilizations/book11v5.asp

وضعت جنبي وقلت: الله يكلؤنـي                مهما تنم عنك من عين فما غفـلا

ما نمت إلا قليلا نـمـتـه شـئزاً                    حتى وجدت على جثماني الثقـلا

داهية من دواهي الليل بـيتـنـي                   مجاهدا يبتغي نفسي وما خـتـلا

أهويت نفحاً له واللـيل سـاتـره                        إلا توخيته والجرس فـانـخـزلا

لما ثنى الله عنـي شـر عـدوتـه                     رقدت لا مثبتاً ذعراً ولا بـعـلا

    خذها فإني لضراب إذا اختلفـت                أيدي الرجال بضرب يختل البطلا ".(1)

رجل حرب لا سائس إبل :

" وانطلق مالك بن الريب مع سعيد بن عثمان إلى خراسان، حتى إذا كانوا في بعض مسيرهم احتاجوا إلى

لبن، فطلبوا صاحب إبلهم، فلم يجدوه، فقال مالك لغلام من غلمان سعيد: أدن مني فلانة - لناقة كانت لسعيد عزيزة - فأدناها منه، فمسحها وأبس بها حتى درت، ثم حلبها، فإذا أحسن حلب حلبه الناس وأغزره درة، فانطلق الغلام إلى سعيد، فأخبره، فقال سعيد لمالك: هل لك أن تقوم بأمر إبلي، فتكون فيها، وأجزل لك الرزق إلى ما أرزقك، وأضع عنك الغزو؟" (2) "فقال مالك:

إني لأستحي الفوارس أن أرى                       بأرض العدا بو المخاض الروائم

و إني لأستحي إذا الحرب شمرت             أن أرخي وقت الحرب ثوب المسالم

وما أنا بالثاني الحفيظة في الوغى                  ولا المتقي في السلم جر الجرائم

ولا المتأني في العواقب للذي                           أهم به من فاتكات العزائم

ولكنني مستوحد العزم مقدم                        على غمرات الحادث المتفاقم

قليل اختلاف الرأي في الحرب باسل               جميع الفؤاد عند حل العظائم".(3)

______________________

 

(1)   ينظر:  http://www.al-hakawati.net/arabic/civilizations/book11v5.asp

(2)   ينظر: المرجع السابق.

(3)  ينظر: bnitamem.com/vb/showthread.php?t=4945 - 146k

 

"فلما سمع ذلك منه سعيد بن عثمان، علم أنه ليس بصاحب إبل، وأنه صاحب حرب، فانطلق به معه".(1)

مالك والذئب :ـ
"وبينما مالك ليلة نائم في بعض مفازاته ، إذ بيته ذئب ، فزجره لم يزدجر ، فأعاد فلم يبرح ، فوثب إليه بالسيف فضربه فقتله، وقال مالك في ذلك :ـ

أذئب الغضا قد صرت للنـاس ضـحـكة          تغادى بك الركبان شرقـاً إلـى غـرب

فأنت وإن كنـت الـجـرىء جـنـانـه                 منيت بضرغام مـن الأسـد الـغـلـب

بمـن لا ينـام الـلـيل إلا وسـيفـــه                      رهينة أقوام سـراع إلـى الـشـغـب

ألم تـرنـي يا ذئب إذا جـئت طـارقـاً                    تخاتلنـي أنـي أمـرؤ وافـر الـلـب

     أرى الموت لا أنحاش عنـه تـكـرمـا            ولو شئت لم أركب على المركب الصعب".(2)

تتعلق به ابنته عند الفراق :

" لما خرج مالك بن الريب مع سعيد بن عثمان تعلقت ابنته بثوبه، وبكت، وقالت له: أخشى أن يطول سفرك أو يحول الموت بيننا فلا نلتقي، فبكى وأنشأ يقول:

ولقد قلت لابنتي وهـي تـبـكـي                  بدخيل الهمـوم قـلـبـاً كـئيبـا

وهي تذري من الدموع على الخدّي              ن من لوعة الـفـراق غـروبـا

عبرات يكدن يجرحن مـا جـزن          ن بـه أو يدعـن فـيه نـدوبـا

حذر الحتف أن يصيب أباهـا                    ويلاقي في غير أهل شعوبا

اسكتي قد حززت بالدمع قلبي                   طالما حز دمعكن القلـوبـا

فعسى الله أن يدفـع عـنـي                     ريب ما تحذرين حتى أؤبـا

ليس شيء يشاؤه ذو المعالـي                  بعزيز عليه فادعي المجيبـا

______________________

 

(1)   ينظر:  http://www.al-hakawati.net/arabic/civilizations/book11v5.asp

(2)  ينظر: bnitamem.com/vb/showthread.php?t=4945 - 146k

 

ودعي أن تقطعي الآن قلبـي                   أو تريني في رحلتي تعذيبـا

أنا في قبضة الإلـه إذا كـن                    ت بعيداً أو كنت منك قريبـا

كم رأينا امرأً أتى من بـعـيد                   ومقيما على الفراش أصيبـا

فدعيني من انتحـابـك إنـي                   لا أبالي إذا اعتزمت النحيبـا

حسبي الله ثم قربـت لـلـس                    ير علاة أنجب بها مركوبـا".(1)

مات مالك حتف أنفه :

" قال ابن الأعرابي: مرض مالك بن الريب عند قفول سعيد بن عثمان من خراسان في طريقه؛ فلما أشرف على الموت تخلف معه مرة الكاتب ورجل آخر من قومه من بني تميم وهما اللذان يقول فيهما:

أيا صاححبي رحلي دنا الموت فانزلا              برابـية إنـي مـقـيم لـيالــيا

ومات في منزله ذلك، فدفناه، وقبره هناك معروف إلى الآن، وقال قبل موته قصيدةً يرثي بها نفسه".(2)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

______________________

 

(1)   ينظر:  http://www.al-hakawati.net/arabic/civilizations/book11v5.asp

(2)   ينظر: المرجع السابق.

 

ثانياً: نــــــــــــص مـــــــــن شعـــــــــــــــــــــــره (1)

المرثيــــــــــــــــــــــــــــــــة الخـــــــــــــــــــــــــــــالدة*

مناسبة النص :

مالك ابن الريب؛ "عاش عمره كله يغني بسنانه للحرب، لا يغني بلسانه للحب، لا يعمل لوصال الأحبة، وسلب القلوب، ولكن يعمل لقطع الطرق، وسلب القوافل. كان لصاً من أشهر لصوص العصر، ثم تاب ومشى إلى الجهاد في جيش ابن عفان، حتى أدركته الوفاة وهو على أبواب خراسان، فرثى نفسه بهذه القصيدة"(2) :

1.             ألا ليتَ شِعــــــري هـل أبيتـنَّ ليـــــــلـــــــــةً  

                                         بجنـب الغضَـى أُزجـي الِقـلاصَ النواجيــــــــــا(3)

2.             فَليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرْضَــــــه

                                         وليت الغضـى ماشـى الرِّكـاب لياليـــــــــــــــــــــا

3.             لقد كان في أهل الغضى لو دنـا الغضـى 

                                         مـزارٌ ولكـنَّ الغضـى ليـس دانيـــــــــــــــــــــــــــــا

4.             ألم ترَني بِعتُ الضلالـةَ بالهــــــــــــــــــــــدى

                                         وأصبحـتُ فـي جيـش ابـن عفّـانَ غازيــــــا

5.             تقـول ابنتـيْ لـمّـا رأت طــولَ رحلـتــــــي

                                        سِـفـارُكَ هــذا تـاركـي لا أبــا لـيــــــــــــــــــــــــــا

_____________________

 

(1)   ينظر: http://www.alsh3r.com/diwan.php?action=poem&poem_id=11918     

(2)   ينظر: (رجال من التاريخ)، د.علي الطنطاوي ، ط، (إلكترونية).

(3)   الغضى: شجر من الأثل خشبه من أصلب الخشب، وجمره يبقى زمنا طويلا لا ينطفئ. واحدته: غضاة. وأهل الغضى: أهل نجد لكثرته هناك.( ينظر:المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية،(غضفر)).

 

 

 

 

 

 

6.    تذكّـرتُ مَـنْ يبكـي علـيَّ فلـم أجــــــــدْ 

                                        سـوى السيـفِ والرمـح الرُّدينـيِّ باكيـــــــــــــا(4)

7.وأشقـرَ محبوك يجـرُّ عِنانــــــــــــــــــــــــــــــه

                                 إلـى الـمـاء لــم يـتـرك لــه الـموت ساقـيـــــــــــا(5)

7.             ولمّـا تـراءتْ عـنـد مَــروٍ منيـتــــــــــــــــي

                                 وخــلَّ بـهـا جسـمـي، وحـانـتْ وفاتـيـــــــــــــا(6)

8.             أقــول لأصحـابـي ارفعـونـي فـإنّـــــــــــــه

                                            يَـقَـرُّ بعيـنـيْ أنْ (سُـهَـيْـلٌ) بَـــدا لِـيـــــــــــــــــــــا

9.             وقومـا إذا مـا استـلَّ روحــي فهيِّـئـا 

                               لِــيَ الـسِّـدْرَ والأكـفـانَ ثم ابكيا ليــــــــــــــــــــــــا

10.         وخُـطَّـا بـأطـراف الأسـنّـة مضجَـعـي 

                               ورُدّا عـلـى عـيـنـيَّ فَـضْــلَ رِدائـيــــــــــــــــــــــــــــا

11.         ولا تحسدانـي بـاركَ اللهُ فيكمـا 

                              مـن الأرض ذات العـرض أن تُوسِعـا لـيــــــــــــــا

 

 

 

 

 

_____________________

 

(4)   الرمح الرديني: منسوب إلى ردينة، وهي امرأة كانت تثقف الرماح، أي تقومها.(ينظر: رجال من التاريخ، د.علي الطنطاوي).

(5)   فرس محبوك: قوي شديد.( ينظر:المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية،(حبك)).

(6)   وخل بها جسمي: أي: اختل واضطرب. (شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية).

 

 

 

 

12.         خـذانـي فجـرّانـي بثـوبـي إليكـمـا 

                             فـقـد كـنـتُ قـبـل الـيـوم صَعْـبـاً قِيـاديـــــــــــــــــــــا

13.         وبالـرمـل مـنّـا نـسـوة لــو شَهِدْنَـنـي 

                           بَكـيـنَ وفَـدَّيـن الطـبـيـبَ الـمُـداويــــــــــــــــــــــــــــــا

14.         فمـنـهـنّ أمـــي وابـنـتـايَ وخـالـتـي 

                          وبـاكـيـةٌ أخـــرى تَـهـيـجُ الـبـواكـيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

15.         ومـا كـان عهـدُ الرمـل عنـدي وأهـلِـهِ

                           ذميـمـاً ولا ودّعــتُ بالـرمـل قالِـيـــــــــــــــــــــــــــــــــا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثالثاً: تحليـــــــــــــــــل النـــــــــــــــــــــــص.

منذ أن تنفست القصيدة الحياة؛ استنشقت نسمات الحسرة محلاة بأمنية هي غاية المنى، فبدأت باستفتاحية كلامية موسيقية تحمل طابع الألم الهامس المتأوه والمُفشى عنه بدلالة أبجديات اللغة الهامسة.(1)

ففي اللحظة التي يظلل الموت فيها الذات تبزغ أمنية كأنما قضيت دونها الأماني، أمنية هي المستحيل في أنصع صوره (هـل أبيتـنَّ ليلـةً )، ولم تكن ركيزة هذه الأمنية إلا سلطة امتدت من عتبة القصيدة حتى مداها، سلطة تمد جناحيها على القصيدة برمتها فلا يفتأ ريشها متساقطا بين ثنايا الأبيات. تلكم هي سلطة المكان الذي تغلغل في سويداء الذات. ذلك المكان الذي عبر عنه بأحب ثابت فيه إليه!وعبر بسِمتِه عنه؛ "فالغضى هو نبات صحراوي تعرف به نجد؛ ويجمع بين صلابة خشبه وطول أمد اتقاد جمره،"(2) كما يجمع مع جمال مظهره مسيس الحاجة إليه؛ فكان هذا النبات أيقونة من بلور المكان الذي يجسده في أولى مشاهده. وقد اشتهر وادي الغضى بذئابه التي تعد أشرس الذئاب قاطبة، فالدالة جامعة لخصائص حولتها من مجرد شامة للمكان إلى معادلٍ موضوعي للذات التي جمعت بين حسن مظهرها وقوة بأسها وسطوتها وثورة طباعها في بوتقة فريدة عجيبة، فنجد تكرار المفردة بإيقاع متتابع بلا نظام؛ فتارة يكون الغضى للغضى عينه لما ترحل به أمنيته شوقا إلى هناك، حيث الإبل العظام الفتيه السريعة تساق بأمره وتقاد، وهو باستحضاره لهذه الذكرى يحاول درء العجز الملازم له في هذه الساعة؛ فالزج حركة قوية تلاءم فيها المعنى مع اللحن الموسيقي؛ فأحدثت في الأبيات انتقاله من اللحن الهادئ المؤلم إلى اللحن العاصف المدوي؛ فالجيم المكررة والقاف حرفي قلقلة واضطراب تعكس ما تحياه الذات، والزاي والصاد حرفي صفير ترمز إلى القوة المتطلبة لهذه المهمة والآملة الذات فيها.(3)

ثم نجدها _الذات_ تحيط أمنيتها بهالة من الملامة لما تتمنى انتفاء واقعة مضت (فليتَ الغضى لم يقطَعِ الركبَ عرضَه) ويا لها من أمنية تسربلت الأسى؛ تحاول أن تدير رحى الزمن لتغير واقعا تأباه.

______________________

 

(1)    ينظر: (الفتح العربي الإسلامي في سيرة مالك بن الريب المازني)،سليمان الخش،(لندن: رياض الريس للكتب والنشر،1414هــ_1994م)،352_396.

(2)   ينظر: (المعجم الوسيط)، مجمع اللغة العربية،(غضفر).

(3)   ينظر: (الفتح العربي الإسلامي في سيرة مالك بن الريب المازني)،سليمان الخش،(لندن: رياض الريس للكتب والنشر،1414هــ_1994م)،352_396.

 

وفي تتابع سريع تجثو أمنية بين يدي الموت أن يمهله قليلا؛ بعيض وقت يصل فيه ركبه إلى مبتغاه؛ وتحول بوصلة

الدالة إلى مدلول آخر في قوله: (وليت الغضى ماشى الرِّكـاب لياليا) إذ تتحد والذات المطالبة الفناء بالإمهال والمتطلعة إلى السلوى بلقاء الوطن؛ الذي امتدت مسافة بعده امتدادا دل عليه البناء اللفظي  الجامع لحرفي المد المتكرران في (لياليا).

وهكذا نجد أمانيه تعاضد بعضها بعضا لتكون أسرة عزاء له في غربته التي حالت دون تحققها وكانت مصدرا لولادتها.

ثم تفاجئنا لحظة ارتداده نفسية قوية تقطع كل أمل و تهدم كل أمنية؛ إذ تفصح الذات بحقيقة حاولت الفرار منها، فترسم صراحة بون المسافة الجغرافية بين موقعه ووطنه، بين جسده المحتضر وهوى قلبه، تلك المسافة التي تقطعها مراكب أشواقه المستعرة في كيانه كلمح البصر، فيولد رجاؤها ويموت في مهده.

ولا يخفى ما في هذه الفرشة الغوائية من اخضرار منبعث من أوراق الغضى لون الجمال البدوي الذي لا يعادله لون آخر، والرامز للحياة الراغدة، فبرغم التفجع المغلف للذات؛ إلا أنها استطاعت أن ترى في موطنها أجمل رموزه، وبثت به الحياة المنفية في النص.(1)

وهكذا نرى أن العتبة الأولى غدت علامة تختزل دلالات النص(2)؛ وتصور كل أمانيه المترنحة بين الأمل والحسرة ترنحا تفرضه اللحظة المحاصرة.

ويولد سؤال هو في الحقيقة بطاقة مواساة من الذات إليها لما آلت إليه حالها، وخطوة الولوج الأولى للنص. فإلى من ينكر هذا الشوق وهذه الوشيجة الوثيقة بين الذات وموطنها الذي شهد نزواتها وزلاتها شهادة إخبار ببراءة من ماضٍ غدت أدرانه شوائبا لحاضرها، فكأنما تبث حديثا روحيا للمتلقي لتحرك شعور التعاطف معها والأسى على مصيرها، في مسرحية مأساوية تطهيرية؛ تساهم في نقل المتلقي إلى مشاركٍ لها في مشاعرها الحزينة الآسية. بل وتتجاوز لغة الخطاب المتلقي لتشخص الموت تعذله على عجالته الباترة لبواكر إنابتها.

 وفي انتقاله زمكانية(3) من الحاضر إلى الماضي؛ ومن أرض الغربة إلى أرض الوطن؛ تصور لنا الذات صورة تذكيرية بصرية

______________________

 

(1)    ينظر: (الفتح العربي الإسلامي في سيرة مالك بن الريب المازني)،سليمان الخش،(لندن: رياض الريس للكتب والنشر،1414هــ_1994م)،352_396.

(2)   ينظر: (تجليات الشعرية قراءة في الشعر المعاصر)، د.فوزي عيسى،(الإسكندرية: منشأة المعارف)،11_44.

(3)   الزمكانية: تعني حرفيا الزمان والمكان، ينظر: (دليل الناقد الأدبي)، د.ميجان الرويلي، د.سعد البازعي،ط4،(الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي،1426هـ_2005م)،170_174.

عاطفية تفيض لوما وعتابا؛ وتحمل بين طياتها إشارة خفية ضمنية تدل على الشجاعة والإقدام اللذين تحلت

بهما الذات غير هيابة من موت متربص بها. وفي هذه النقلة دلالة على رهافة وجدان حملته على استحضار ابنته المغتربة روحها لرحيله؛ فها هو وقد كفنته الغربة يتذكر بلوعة حالها لما جرعها من الكأس نفسه؛ ليهينم للمتلقي أن الزمن تارات.

(تذكّـرتُ مَـنْ يبكـي علـيَّ فلـم أجـدْ       سـوى السيـفِ والرمـح الرُّدينـيِّ باكيـــــــا

  وأشقـرَ محبوك يجـرُّ عِنانــــــــــــــــــــــه        إلـى الـمـاء لــم يـتـرك لــه الـموت ساقـيـــا)

"تتكئ القصيدة على التذكر والتنبؤ قطبي الزمان فيها"(1).فذكرى تغرب ابنته دفعه للبحث عن متذكر مؤنس له، وبدأ يخلق العوالم من حوله؛ فبث في سيفه دفق المشاعر، ونفخ في رمحه روح الإحساس؛ حتى نزعا إلى سلوك جنائزي، فنثرا حوله دمعهما حزنا وأسىً على فقده؛ فغديا بذلك يؤديان طقس العزاء الجماعي المتعارف عليه عند العرب. فوهبهما بهذا الخلق مسلوبه؛ وحقق فيهما أمنيته، ونفى عن نفسه بذلك غربته في ميدان الشجاعة؛ ذلك الميدان الذي يتحد فيه وفرسه الشقراء القوية التي غدت كسيرة النفس لفراقه؛ غريبة بعده تذوي ومشهد احتضاره يمثل أمامها؛ كصاحبها تماما تؤلمه غربته؛ وتذوب نفسه على نفسه حسرة لهذه الميتة المناقضة لحياته الحافلة.

وكفنان يمسك بريشته اللغوية ليصور حال فرسه بعد رحيله؛ أخذ يرسم صورتها وحيدة تجر عنانها المهمل، تبحث عن الحياة العسيرة بعد رحيله، فجعل ببراعة صورة الفرس المستقبلية صورة كربونية لحاله الآنية.

وما استحضر هذه العوالم إلا ليكثر السواد حوله؛ محاولا طمأنة نفسه المستعرة بين غربتين روحية وجسدية.

وبعد أن ينهي وقوفه مع الماضي والذكريات وتصوره للمستقبل، يبدأ بصورة حالية لونها الأول الموت الداني؛ ثم الجسم المضطرب مرضا، هذا اللون المرتبط بالمكان ارتباطا واقعيا وثيقا، ثم أخذ يصور نهايته تصويرا مؤلما مازجا إياه بنصحه وأوامره:

(أقــول لأصحـابـي ارفعـونـي فـإنّـه            يَـقَـرُّ بعيـنـيْ أنْ (سُـهَـيْـلٌ) بَـــدا لِـيــا)

 

______________________

 

(1)    ينظر: (في الأدب العربي القديم)،د.محمد صالح الشنطي، ط2،(حائل:دار الأندلس للنشر والتوزيع،1417هــ_1997م)،391_396.

سهيل: رمز التفاؤل العربي، الطالع عند نتاج الإبل في فصل الربيع(1)؛ حياة في حياة؛ وسلوة لمحتضر يراه قطعة من وطنه؛

ضائعة في متاهات السماء وكأنها لا تنتمي لهذا المكان و إنما ظهرت مواسية له. هذا النجم الذي يرتحل بفكره إلى وطنه فيطمئن قلبه عليه؛ وتقر عينه بقاسم مشترك بينهما.

(وقومـا إذا مـا استـلَّ روحــي فهيِّــــــئـا         لِــيَ الـسِّـدْرَ والأكـفـانَ ثم ابكيا ليــــــــــــــــــا

وخُـطَّـــا بـأطـراف الأسـنّـة مضجَـعـي         ورُدّا عـلـى عـيـنـيَّ فَـضْــلَ رِدائـيــــــــــــــــــــــا

ولا تحسدانـي بـاركَ اللهُ فيكمـــــــــــــــا           مـن الأرض ذات العـرض أن تُوسِعـا لـيـا

خـذانـي فجـرّانـي بثـوبـي إليكـمـــــــــــا           فـقـد كـنـتُ قـبـل الـيـوم صَعْـبـاً قِيـاديـــــا)

فإذا ما استلت روح الذات المناضلة أملا في الحياة وخبت أنفاسها؛ طالبت بأن تضمخ أكفانها بالسدر كعادة أهل نجد في تطييب موتاهم. ويا لها من صورة شمية حرمها افتقار خرسان من تحقيقها؛ لكنها أكسبت البيت عطرا عبقا أملت أن يصاحبها كمواسٍ لها في قبرها. ثم تبعتها صورة بكائية تطالب فيها رفاقها متلمسة ألا يحرموها طقوس العزاء المتعارف عليها عند قومها؛ مستميتة في محاولة تحقيق الانتمائية لهم حتى آخر لحظاتها.

ثم نراها تسم قبرها بوسام الفرسان الشهداء الذين لا تحفر قبورهم إلا بأطراف الأسنة كما جرت بذلك العادة(2)، متشبثة بالفروسية مطالبة بالتميز والتفرد الذي كانت تتمنطقه في حياتها.فلما اشتد بها الضيق بدت تطالب بالسعة لئلا يجمع لها بين ضيقين.وفي رثائية تضرب أطنابها في الصميم؛ قارن بين حالين متضادين متنافرين؛ حال حياته وموته، في إيجاز معبر تفرضه اللحظات الراهنة.

ولم يحفل بالآصرة البيانية لعسر الموقف المحيط به، فغدا ككاميرا مصورة للواقع لا أكثر.ومن العجيب أن هذه الصور المتتابعة تستدر الحزن استدرارا!فيبدو فيها كسلسة دائرية متصلة يربط بعضها بعضا.

 

______________________

 

(1)   ينظر: (الفتح العربي الإسلامي في سيرة مالك بن الريب المازني)،سليمان الخش،(لندن: رياض الريس للكتب والنشر،1414هــ_1994م)،352_396.

(2)   ينظر: (الفتح العربي الإسلامي في سيرة مالك بن الريب المازني)،سليمان الخش،(لندن: رياض الريس للكتب والنشر،1414هــ_1994م)،352_396.

حتى إذا ادلهمت غربته؛ مزقها بصيص ذكرى نقلته في سرعة براقية إلى دياره وقد أقفرت منه:

(وبالـرمـل مـنّـا نـسـوة لــو شَهِدْنَـنـي    بَكـيـنَ وفَـدَّيـن الطـبـيـبَ الـمُـداويـا

    فمـنـهـنّ أمـــي وابـنـتـايَ وخـالـتي       وبـاكـيـةٌ أخـــرى تَـهـيـجُ الـبـواكـيـا)

فالبيت يضج بالبكاء والعويل والأنين الذي وشت به نون الحزن المتكررة(1)، هذه الذكرى المتخيلة التي تسلو بها روحه

المنسلة؛ لما يرى بعين الخيال أمه وابنتيه وخالته وزوجه وقد اتقدت نار حزن مجوسية في قلوبهم لوعة لفراقه؛ ولا يكون هذا التوله إلا لفراق عزيز.

هذه السلوى التي تحقق له جزء من الانتماء الذي أضناه مطلبه من عتبة النص وحتى منتهاه.

وقد أحكمت السلطة المكانية الطوق؛ فهاهو ذا النص يلفظ أنفاسه بين جنبيها؛ مرتحلا إلى الرمل موطن الذات التي سكب على فراقها مدامعه؛ ذلك الموطن الذي يحفظ له سجلا من الأخلاق الحميدة، وقوم ما فيهم ناقم أو غاضب منه، وكفاه بذلك فخرا.

وقد واكب بحر الطويل حالة الحزن التي يمر بها الشاعر لسعة استيعابه للمعاني المتناقضة(2)، وغدا حرف الروي (الياء

 المفتوحة) منسجما مع أحرف المد الصوتية التي تكون بمجموعها وحدة عويل مشتركة تطلق للصوت الإنساني العنان في أخذ مداه، وجعل حركة التوجيه الكسر ليساعد في تغيير درجة الصوت الحاد المنطلق من ألفين متناظرتين؛ فيحدث انخفاض بعد ارتفاع وارتفاع بعد انخفاض؛ بحيث يجيء هذا التناوب الموسيقي عاملا إضافيا في إحداث المعنى التفجعي الموحى به من خلال امتدادات الأصوات وتناوبها.(3)

 

 

 

 

 

 

______________________

 

(1)   ينظر: (الفتح العربي الإسلامي في سيرة مالك بن الريب المازني)،سليمان الخش،(لندن: رياض الريس للكتب والنشر،1414هــ_1994م)،352_396.

(2)   ينظر: (في الأدب العربي القديم)،د.محمد صالح الشنطي، ط2،(حائل:دار الأندلس للنشر والتوزيع،1417هــ_1997م)،391_396.

(3)   ينظر: (الفتح العربي الإسلامي في سيرة مالك بن الريب المازني)،سليمان الخش،(لندن: رياض الريس للكتب والنشر،1414هــ_1994م)،352_396.

الخـــــــــــــــــــــــــــــاتمة.

ذلكم هو مالك ابن الريب الذي خط سيرته في قصيدته فخلد بها..

ورحم الله من قال عنه أنه:( شاعر لم يعش شاعراً، ولكنه مات شاعراً.لقد مات مع مالك في تلك السفرة آلاف وآلاف، ولا يزال الناس قبله وبعده يموتون، فينساهم ذووهم، ويسلوهم أهلوهم، وهذا الشاعر جعلكم تذكرونه، وتبكونه بعد ألف وثلاثمائة سنة، وأنتم لا تعرفونه.وهذه هي عظمة الشعر، وهذا هو خلود الشاعر)(1)

حقيقة :

إن العبرة بالنهاية لا بالبداية..

بهذه العبارة أسطيع أن أختم هذا البحيث؛ غير أني خرجت منه مؤمنة أن الإبداع لا يعترف بحدود الزمان أو المكان..

خرجت أؤمن أن التفرد قيصرية صعب منالها غير مستحيل..

خرجت أؤمن أننا قد ننجز في أوج لحظات ضعفنا..

أما وقد اكتمل نظم عقدي؛ فإني أتوجه بعظيم الحمد لصاحب الحمد المستحق له دون سواه، وأسأله أن يرزقني من

 فضله ما هو أهل له لا ما أنا أهل له؛ وأن يعاملني بكرمه لا بعدله؛ وصلى الله وسلم على أفصح خلقه بيانا؛ وأقومهم لسانا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

______________________

 

(1)   ينظر: (رجال من التاريخ)، د.علي الطنطاوي ، ط، (إلكترونية).

الـــمصــــــــادر والمـــــــراجــــــع :

1.    الأدب وروح العصر، د.عبده بدوي؛ د.محمد حسن عبد الله؛ د.أحمد فوزي الهيب،(الكويت: ذات السلاسل،1405هــ_1985م).

2.   تأنيث القصيدة والقارئ المختلف، د.عبد الله الغذامي، ط2،( الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي،1426هـ_2005م)

3.    تجليات الشعرية ،د. فوزي عيسى ،(مصر:منشأة المعارف).

4.    دليل الناقد الأدبي، د.ميجان الرويلي، د.سعد البازعي،ط4،(الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي،1426هـ_2005م)

5.    الرثاء ، شوقي ضيف ،ط2 (مصر:دار المعارف ،1374ه _1955 م)

6.    شعراء أمويون ، نوري حمودي القيسي (بيروت:مكتبة النهضة العربية ،1405 ه_1985 م)

7.    الفتح العربي الإسلامي في سيرة مالك بن الريب المازني ،سليمان الخش،(لندن: رياض الريس للكتب والنشر،1414هــ_1994م).

8.    الفروق اللغوية ،أبي هلال الحسن العسكري ، ط3 (بيروت:دار الكتب العلمية ،1426 ه_ 2005 م)

9.    في الأدب الإسلامي ،د.محمد صالح الشنطي، ط3،(حائل:دار الأندلس للنشر والتوزيع،1427هــ_2006م).

10.  في الأدب العربي القديم،د.محمد صالح الشنطي، ط2،(حائل:دار الأندلس للنشر والتوزيع،1417هــ_1997م).

11.  :قصة الطموح، عائض بن عبد الله القرني،(بيروت: دار ابن حزم،1422هــ_2001م).

12.  المعجم الوسيط ، معجم اللغة العربية ، ط4 (مصر:مكتبة الشروق الدولية ،1426  ه _2005 م)

13.  رجال من التاريخ، د.علي الطنطاوي،(طبعة إلكترونية).

14.  بني تميم

bnitamem.com/vb/showthread.php?t=4945 - 146k

 

15.  بوابة الشعر

http://www.poetsgate.com/poem.php?action=view&id=18889

16.  الحكواتي كتاب الأغاني

http://www.al-hakawati.net/arabic/civilizations/book11v5.asp

17.  ديوان الشعر

http://www.alsh3r.com/diwan.php?action=poem&poem_id=11918

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفهــــــــــــــــــــــــــرس :

المقدمة..............................................................2

أولاً: سيرة مبسطة ونبذة مختصرة................................................4

 ثانياً: نص من شعره.......................................................9

ثالثاً: تحليل النص.. .....................................................11

الخاتـــــــــــــمة..........................................................16

المصادر والمراجع.......................................................17

 

 

 


آخر تحديث
5/25/2008 12:54:07 AM